الرصاص وسيلة إسكات الصحفيين في غزة

مكه 0 تعليق ارسل طباعة حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الرصاص وسيلة إسكات الصحفيين في غزة, اليوم الأربعاء 3 يوليو 2024 05:18 مساءً

لم تعد هناك وسيلة أخرى لإسكات الصحفيين الفلسطينيين في غزة عن فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، سوى اصطيادهم بالرصاص وقتلهم غدرا، من قبل محتل لا يعرف الإنسانية.

كشف إحصاء صادر أمس أن أكثر من 40 صحفيا أو عاملا في وسائل إعلام استشهدوا أثناء وجودهم في منازلهم بقطاع غزة، واستشهد أو جرح 14 شخصا على الأقل أو استهدفوا أثناء ارتدائهم سترات الصحافة في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، واستشهد أو جرح 18 صحفيا في غارات بطائرات من دون طيار في غزة.

ومنذ بداية الحرب الظالمة استشهد أكثر من 100 صحفي معظمهم من الفلسطينيين، مما يجعل هذا الصراع واحدا من أكثر الصراعات دموية بالنسبة إلى الصحافة.

أزمة خانقة
هل الصحفيون «أضرار جانبية» أم أهداف للجيش الإسرائيلي؟
سؤال عريض انطلق منه الباحث كونسورتيوم، وجمع على مدى 4 أشهر وسائل إعلام دولية، ضم 50 صحفيا يمثلون 13 منظمة، برعاية شبكة «فوربيدن ستوريز» (قصص محرمة) الدولية، والمتخصصة في التحقيق.

ويدرس التحقيق الذي نشر، أمس الأول، في وسائل إعلام عدة، منها «دير شبيغل» ولوموند وشبكة أريج الأردنية وذي غارديان وزي دي أف وغيرها، حالات الصحفيين الذين استشهدوا أو جرحوا، بينما كانوا يغطون النزاع أو عندما حاولوا تسليط الضوء على الحياة اليومية لسكان غزة، الذين يعيشون في ظل أزمة إنسانية خانقة غير مسبوقة، ويبدو عدد الصحفيين الذين استشهدوا في غزة صادما.

ويقول كارلوس مارتينيز دي لا سيرنا، مدير لجنة حماية الصحفيين الذي أجرى الكونسورتيوم مقابلة معه، إن «هذه واحدة من أكثر الهجمات الصارخة على حرية الصحافة التي شهدتها على الإطلاق».

الموت غدرا
ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أن «الاتهامات الباطلة التي تفيد بأنه يستهدف الصحفيين»، وقال في رد على أسئلة الكونسورتيوم، إنه «لا يتعمد إيذاء الصحفيين الذين ربما أصيبوا أثناء غارات جوية، أو عمليات تطاول أهدافا عسكرية».

وأكد أن «معظم الحالات المذكورة لصحفيين استشهدوا هي لنشطاء استشهدوا أثناء الأنشطة العسكرية، ولكن تم تسجيلهم كصحفيين».

غير أن الكونسورتيوم حلل صورا وأصواتا واردة من قطاع غزة وتمتد على آلاف الساعات، وحقق في عشرات الحالات التي استشهد فيها صحفيون أو أصيبوا.

وحسب الأرقام التي جمعتها «شبكة أريج»، فقد استشهد 40 صحفيا أو عاملا في وسائل إعلام في الأقل أثناء وجودهم في منازلهم، حيث ماتوا غدرا.

شهود للتاريخ
أكد لوران ريتشارد المؤسس المشارك لفوربيدن ستوريز في مقال نشر أمس أن «الصحفيين هم الشهود الذين يحتاج إليهم التاريخ». وقال إن «الصحفيين الغزيين يعرفون منذ فترة طويلة أن ستراتهم لم تعد تحميهم، بل أسوأ من ذلك، فهي ربما تعرضهم بصورة أكبر للخطر».

وتردد هذا الكلام على لسان باسل خير الدين، وهو صحفي فلسطيني موجود في غزة، إذ صرح بأن «هذه السترة كان من المفترض أن تحدد هويتنا وتحمينا بموجب القوانين الدولية واتفاقات جنيف... صارت الآن تهديدا لنا»، مشيرا إلى أنه استهدف بهجوم مسيرة أثناء تحضير تقرير مصور في بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

أما بالنسبة إلى مدير الأخبار فيل شيتويند، في وكالة الصحافة الفرنسية، التي تعرضت مكاتبها في غزة لأضرار جسيمة بنيران دبابات إسرائيلية على الأرجح في الثاني من نوفمبر الماضي، فإن عدد الصحفيين القتلى «غير مقبول على الإطلاق».

قلق أممي
أعربت اللجنة الأممية للتحقيق في الممارسات الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، عن قلقها إزاء الانتهاكات المرتكبة ضد الفلسطينيين المحتجزين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وأفاد بيان صادر عن اللجنة، أن الفلسطينيين المحتجزين من رجال ونساء يتعرضون للتحرش والاعتداء والترهيب باستخدام الكلاب، إضافة إلى منع المحتجزين من التواصل مع أسرهم أو اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أو التمتع بالضمانات القانونية التي يوفرها لهم القانون الدولي.

وأشارت في بيانها إلى قيام قوات الاحتلال بتدمير نظام الرعاية الصحية بشكل منهجي وشامل في غزة، مشددة على ضرورة وقف المحتل انتهاكاته الجسيمة للقانون الدولي واحترام حقوق الإنسان، وضمان وصول اللجنة الدولية دون قيود إلى المحتجزين، وفتح جميع المعابر الحدودية لدخول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في غزة.

ضحايا غزة حتى أمس
37،718 شهيدا
86،577 جريحا
14،320 مفقودا
60 شهيدا آخر 24 ساعة
140 جريحا آخر 24 ساعة
04 مجازر آخر 24 ساعة

حملة إجرامية
واصل الاحتلال الإسرائيلي حملته الاجرامية، أمس، حيث استشهد 3 فلسطينيين على الأقل، وأصيب 12 آخرون، جراء غارة لطائرات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت منزلا في بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، بينما تم نسف منازل عدة بمدينتي غزة ورفح.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية، أن 3 شهداء قضوا فيما أصيب 12 آخرون على الأقل بجروح، بينهم أطفال ونساء جراء قصف الاحتلال منزلا في بيت لاهيا.

في غضون ذلك، نسفت قوات الاحتلال كثيرا من منازل الفلسطينيين في المناطق الجنوبية الغربية لمدينة غزة، وفي حي الزيتون، وفي مدينة رفح جنوب القطاع. كما شهدت مناطق في وسط وغرب مدينة رفح، وشمال شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، قصفا مدفعيا إسرائيليا عنيفا. بينما شنت طائرات الاحتلال غارة على مخيم النصيرات وسط القطاع.

فضيحة عالمية
أضاف شيتويند: «أكثر ما يقلقني هو أن ذلك لم يسبب فضيحة في جميع أنحاء العالم، لا أسمع أصوات مختلف الحكومات تشتكي من ذلك. إنه أمر مقلق للغاية».

وتشير نقابة الصحفيين الفلسطينيين إلى أنه تم تدمير نحو 70 بنية تحتية صحفية، جزئيا أو كليا منذ بداية الحرب.

وتقول شروق أسعد عضو الأمانة العامة للنقابة لشبكة «فوربيدن ستوريز»: «لو استشهد 100 أو 140 صحفيا إسرائيليا أو أوكرانيا، لا أظن أن رد فعل العالم سيكون مماثلا».

وتضيف: «لا أتمنى أن يموت أي صحفي إن كان إسرائيليا أوكرانيا أو فلسطينيا، يجب أن يكون الصحفيون محميين بغض النظر عن البلد الذي يوجدون فيه».

أخبار ذات صلة

0 تعليق