في أعقاب الحوادث المؤلمة التي يتعرض لها الأطفال في مختلف الأماكن، مثل حادث التحرش الذي وقع مؤخرًا في محافظة البحيرة، تظهر الحاجة الماسة لزيادة الوعي حول كيفية التعامل مع الحالات المشابهة والتعرف على العلامات المبكرة التي قد تشير إلى تعرض الطفل للتحرش. لا تقتصر تأثيرات التحرش على الأضرار الجسدية فقط، بل تمتد لتشمل تأثيرات نفسية وسلوكية قد تظهر في سلوك الطفل ولغة جسده بشكل غير مباشر.
في هذا المقال، سنستعرض أبرز العلامات التي قد تشير إلى تعرض الطفل للتحرش، وكيفية التعامل مع هذه العلامات بحذر واهتمام.

1. تجنب التواصل البصري مع الوالدين
من أولى العلامات التي يمكن أن تلاحظها على طفلك هي تجنبه للتواصل البصري معك، حتى في الأوقات العادية. فالأطفال الذين تعرضوا لصدمات نفسية شديدة، مثل التحرش، قد يشعرون بالخجل والخوف الشديد، مما يجعلهم يتجنبون النظر في أعين من حولهم. قد يكون هذا السلوك رد فعل غير إرادي لحماية الذات، وهو علامة تدل على الصدمة النفسية التي يمر بها الطفل.
2. التوتر والقلق المفرط
التوتر العصبي والقلق قد يظهران بشكل واضح على الطفل بعد تعرضه لمواقف مؤلمة. في هذه الحالة، قد تلاحظ أنه أصبح سريع الغضب أو يعاني من انفعالات شديدة لأسباب بسيطة. كما يمكن أن يظهر الطفل علامات قلق أخرى، مثل العبث المستمر بشعره أو حركات لا إرادية أخرى تشير إلى قلق داخلي. تلك التصرفات قد تكون مؤشراً على التوتر النفسي الشديد الذي يعاني منه الطفل.
3. تغييرات في لغة الجسد
من العلامات التي يمكن أن يلاحظها الأهل أيضًا هي التغيرات في لغة الجسد للطفل. فقد يبدأ الطفل في تغطية جسده بشكل غير معتاد أو يتجنب الجلوس بالقرب من الآخرين. كما قد يمتنع عن أي تلامس جسدي، حتى من الأهل المقربين. هذه التصرفات هي محاولة لاواعية لحماية نفسه من أي شعور بالألم أو الخوف الناتج عن التحرش.
4. نوبات انفعال غير مبررة
إذا بدأ الطفل في البكاء فجأة بدون سبب واضح، أو في الدخول في نوبات من الغضب الشديد دون وجود مبرر لذلك، فقد يكون ذلك نتيجة للضغط النفسي الذي يعاني منه. قد تجد الطفل يصيح بشكل مفاجئ أثناء التحدث أو يرفع صوته بطريقة مبالغ فيها، وهي محاولة غير مباشرة للتعبير عن الألم النفسي الذي يعجز عن ترجمته بالكلمات.