في كل عام يشهد ملايين الأشخاص حول العالم لحظة تحول زمني غريبة، حيث ستقفز عقارب الساعة من الواحدة صباحًا إلى الثانية فجأة، في طقس سنوي اعتاده الكثيرون دون إدراك كامل لتداعياته العميقة، هذا التحول الذي يبدو سطحياً في ظاهره، يخفي وراءه عوالم معقدة من التأثيرات الفسيولوجية والنفسية التي تستحق وقفة تحليلية متأنية، وهو تغيير التوقيت.
ما هو التوقيت الصيفي؟
- يعرف التوقيت الصيفي بأنه تعديل موسمي على الساعة الرسمية للبلاد، حيث يتم تقديم الوقت بمقدار ساعة واحدة في بداية فصل الربيع، وذلك للاستفادة من ضوء النهار بشكل أكبر، ثم يعود الوقت إلى طبيعته في فصل الخريف، وتطبق هذه الآلية في العديد من الدول حول العالم، وتختلف تواريخ البدء والانتهاء من دولة إلى أخرى.
كيف يؤثر التوقيت الصيفي على النوم؟
- يعمل جسم الإنسان وفق نظام دقيق يعرف باسم الساعة البيولوجية، وهي المسؤولة عن تنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ، وإفراز الهرمونات، والشعور بالجوع، وغيرها من الوظائف الحيوية وعندما يتم تغيير التوقيت فجأة، فإن الجسم يحتاج إلى وقت للتكيف مع الجدول الزمني الجديد، وهذا الاضطراب قد يؤدي إلى:
- صعوبة في النوم ليلاً.
- الاستيقاظ في وقت أبكر من المعتاد.
- الشعور بالإرهاق والخمول خلال النهار.
- تراجع الأداء العقلي والتركيز.
تشير الدراسات إلى أن الأيام الأولى من التوقيت الصيفي تترافق غالبًا مع نقص عدد ساعات النوم، واضطراب في مرحلة النوم العميق، مما يؤدي إلى قلة التركيز وزيادة التوتر العصبي.
التوقيت الصيفي وصحة الجسم والعقل
- أظهرت أبحاث طبية أن الأيام الأولى بعد تطبيق التوقيت الصيفي قد تشهد زيادة طفيفة في نسبة النوبات القلبية والسكتات الدماغية لدى الأشخاص المعرضين لهذه الحالات، وذلك نتيجة للتوتر واضطراب النوم.
- قلة النوم واضطراب مواعيد الراحة قد يؤديان إلى تغيرات في المزاج، وزيادة الشعور بالتعب أو الاكتئاب الخفيف.
- سواء في العمل أو الدراسة، يؤدي تغيير التوقيت إلى انخفاض مؤقت في الإنتاجية والقدرة على التركيز، خاصة خلال الأسبوع الأول من بدء التوقيت الصيفي.