في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها الدولة الجزائرية لتعزيز فرص التشغيل والحد من معدلات البطالة، تم الإعلان عن تفعيل منحة البطالة لعام 2025، وهي آلية اجتماعية واقتصادية تهدف إلى دعم الشباب العاطلين عن العمل من الفئات الجادة في البحث عن فرص مهنية حقيقية يأتي هذا الإجراء في سياق تعزيز السياسات الوطنية الرامية إلى مرافقة طالبي العمل وتوفير الحماية الاجتماعية لهم خلال فترة بحثهم عن وظيفة.
آلية التفعيل دون طوابير أو وساطات
تؤكد السلطات المعنية أن عملية الاستفادة من هذه المنحة لا تتطلب الحضور إلى المقرات الإدارية أو الوقوف في طوابير طويلة، كما لا تستند على أية وساطات أو تدخلات شخصية فقد تم تطوير منصة رقمية متكاملة تسمح بتقديم الطلبات إلكترونيًا، مما يضمن الشفافية في الإجراءات وسرعة المعالجة وتعتمد هذه الآلية على معايير دقيقة تهدف إلى تحديد الفئات المستحقة بموضوعية، بما يضمن توجيه الدعم إلى الفئات الأكثر حاجة واستحقاقًا.
شروط الاستفادة ومقاربة التمكين المهني
تشترط منحة البطالة الجديدة على المستفيدين أن يكونوا مسجلين فعليًا كباحثين عن عمل لدى الوكالة الوطنية للتشغيل، وأن تكون ملفاتهم محدثة وموثقة كما يشترط أن لا يكون المستفيد من أصحاب الدخل أو المستفيدين من برامج دعم أخرى، وذلك لضمان تكافؤ الفرص وتحقيق العدالة الاجتماعية.
ويعد هذا البرنامج مقدمة لمسار إدماج مهني حقيقي، حيث يتم متابعة المستفيدين ضمن آليات تأطير وتوجيه تساعدهم على دخول سوق العمل سواء من خلال عروض الشغل المباشرة أو برامج التكوين المهني والتأهيل المستمر.
تحفيز الجدية والاعتماد على الذات
أحد أبرز ملامح منحة البطالة لعام 2025 هو تركيزها على الجدية في البحث عن العمل كشرط أساسي للاستفادة فالدولة لا تقدم هذه المنحة كحل دائم بل كمرحلة انتقالية تمكن الشاب من تجاوز عقبة البطالة والانخراط في مسار مهني منتج كما يتم مراقبة مدى تفاعل المستفيدين مع عروض العمل والتكوين المقترحة، حيث قد تسحب المنحة في حال تكرر الرفض غير المبرر للفرص المتاحة.
نحو سوق عمل أكثر ديناميكية واستيعابًا
من خلال هذه الخطوة، تسعى الجزائر إلى بناء منظومة تشغيل أكثر مرونة وعدالة، تقوم على مبادئ الشفافية وتكافؤ الفرص بما يتماشى مع التحولات الاقتصادية وسوق العمل.