مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يتساءل الكثير من المسلمين عن كيفية أداء فريضة الزكاة بالشكل الصحيح، نظرا لما تحمله من أهمية دينية واجتماعية كبرى، فالزكاة ليست مجرد التزام مالي، بل هي وسيلة لتحقيق التكافل بين أفراد المجتمع، حيث تسهم في سد احتياجات الفقراء والمحتاجين، وتعزز من قيم العطاء والتراحم بين الناس، وكونها من أركان الإسلام الخمسة، فإن إخراجها واجب شرعي على كل مسلم قادر، سواء تعلق الأمر بزكاة المال أو زكاة الفطر، إذ لكل نوع منها أحكامه وشروطه الخاصة لذا، من الضروري معرفة كيفية حسابها وفقا للأسس الشرعية لضمان تأديتها على الوجه الأمثل.
طريقة احتساب نسبة زكاة رمضان
- الزكاة تمثل الركن الثالث من أركان الإسلام، وقد شرعت لتحقيق العدل الاجتماعي وتطهير المال والنفس معا، وقد فرض الإسلام نوعين أساسيين من الزكاة في شهر رمضان، وهما زكاة المال وزكاة الفطر، تختلف زكاة الفطر عن زكاة المال، حيث إنها لا تتعلق بالثروة أو الممتلكات، بل تجب على كل مسلم قادر، بغض النظر عن مقدار ما يملكه من المال.
- زكاة الفطر هي زكاة يخرجها المسلم عن نفسه وأفراد أسرته، وهي واجبة على كل من يجد ما يزيد عن قوته وقوت عياله في يوم العيد وليلة العيد، وقد فرضها رسول الله صل الله علية وسلم بمقدار صاع من تمر أو شعير أو ما يعادل ذلك من قوت أهل البلد، وهي تطهير للصائم مما قد يقع فيه من لغو أو تقصير خلال صيامه، كما أنها وسيلة لإدخال السرور على الفقراء والمحتاجين في يوم العيد.
- أما زكاة المال فهي واجبة على كل من يملك النصاب الشرعي وقد حال عليه الحول (أي مضى عليه عام هجري كامل)، وتحسب زكاة المال بنسبة 2.5% من إجمالي الأموال التي بلغت النصاب، سواء كانت نقودا أو ذهبا أو فضة أو استثمارات أخرى.
شروط إخراج زكاة المال
لكي يكون المسلم ملزما بإخراج زكاة المال، يجب أن تتحقق بعض الشروط الأساسية، ومن أهمها:
- البلوغ والعقل: لا تجب الزكاة على غير العاقل، ولكن يمكن إخراجها من مال القاصر من قبل وليه.
- امتلاك النصاب: يجب أن يمتلك المسلم مقدارا معينا من المال يسمى “النصاب”، والذي يعادل 85 جراما من الذهب أو 595 جراما من الفضة.
- مرور الحول: أي أن يكون المال قد مر عليه عام هجري كامل منذ امتلاكه مع بقاء النصاب خلال هذه المدة.
- أن يكون المال قابل للنماء: أي أنه قابل للاستثمار أو النمو مثل المدخرات أو رؤوس الأموال التجارية.