التخطي إلى المحتوى
بالكسكسي ولا الرز.. تعرف على أصل الفتة وطريقة تحضيرها
أصل الفتة

أصل الفتة، من عادات الأسر المصرية استقبال الأهل والأصدقاء على موائد تزدان بأشهى الأطباق التقليدية سواء في مناسبات أو بدون مناسبة، ويأتي طبق الفتة في مقدمة هذه الأطعمة بما يحمله من رمزية تراثية وطابع احتفالي، إذ يجمع بين الأرز وقطع اللحم وخبز محمص تغمر جميعها بصلصة الطماطم المتبلة وتزين بإضافات متنوعة تبتكرها النساء داخل كل بيت، لكن ما هو أصل هذا الطبق العريق؟ وكيف تطوّر حتى أصبح رمزًا للمناسبات الكبرى في أكثر من بلد عربي؟

أصل الفتة
أصل الفتة

تعرف على أصل الفتة وطريقة تحضيرها

اختلفت الروايات حول الجذور التاريخية لطبق الفتة، حيث نسبه البعض إلى الحضارة الفرعونية، بينما ربطه آخرون بالشام أو الدولة الفاطمية، وفيما يلي عرض لأهم الآراء المتداولة:

أصل فرعوني

تشير بعض الدراسات إلى أن أول وصف تفصيلي للفتة ظهر على جدران معبد سوبيك، حيث كانت كاهنة تدعى كارا تعد طبقًا مكونًا من لحم الخروف المحشو بالبصل والبرغل، والمزين بالباذنجان المقلي والعيش المفتت مع إضافة الثوم والمرق والخل وتقديمه احتفالًا بعيد الإله، وكان هذا الطبق يحضر خصيصًا للملوك في مصر القديمة.

أصل شامي

يرى البعض أن أصل الفتة ذات جذور شامية، حيث تعرف هناك باسم التسقية وتُعد باستخدام الحمص بدلًا من اللحم، ومع مرور الزمن تطورت الوصفة لتشمل نسخًا متعددة مثل فتة الدجاج وفتة الشاورما، مع اختلافات في التوابل والإضافات حسب كل منطقة.

أصل فاطمي

من الروايات المتداولة أيضًا أن الفتة ظهرت في العصر الفاطمي، حين اعتاد الطهاة داخل قصور الأمراء إعداد أطباق منها وتوزيعها على الناس في عيد الأضحى، ومع مرور الوقت طور المصريون الوصفة بإضافة السمن والثوم والبهارات وحساء اللحم، حتى أصبحت جزءًا أصيلًا من العادات الاحتفالية.

تنوع الفتة في الدول العربية

لكل بلد عربي طريقته الخاصة في تحضير الفتة، حيث تبرز الهوية الثقافية عبر اختلاف المكونات والتوابل وطرق الطهي، فيما يلي لمحة عن أشهر أنواع الفتة في المنطقة:

الفتة المصرية

تحضر الفتة المصرية بتحميص الخبز البلدي ورشه بخليط من الزيت والتوابل ثم يضاف إليه الأرز الأبيض المطهو، وتغطى الطبقة العلوية بقطع اللحم المسلوق وصلصة الطماطم المتبلة بالثوم والخل، وتتميز هذه النسخة باستخدام مرق اللحم وتوابل مثل الحبهان وجوزة الطيب لتمنح الطبق مذاقًا غنيًا ومميزًا.

فتة الكسكسي المغربية

في المغرب تعتمد الفتة على الكسكسي كعنصر أساسي، حيث ينقع في الحساء ثم يضاف إليه اللحم المسلوق والكوسة والخضراوات والحمص، وتستخدم صلصة الهريسة الممزوجة بالزبادي لإضفاء نكهة مميزة، قبل أن تقدم الفتة على مائدة العيد وسط أجواء عائلية دافئة.

الفتة العراقية

تعرف في العراق باسم التشريب وتتكون من الخبز المقلي المغطى بطبقات من الحليب الرائب، واللحم المحمر المتبل، إلى جانب المرق والثوم المهروس، ويضاف إليها البقدونس المفروم كلمسة نهائية تزيد النكهة وتضفي حيوية على الطبق.

الفتة السورية

تنفرد الفتة السورية باستخدام شرائح اللحم مع البصل والطماطم والبقدونس، وتقدم فوق طبقة من الخبز اللبناني المقلي والأرز البسمتي المتبل بالكاري، وتغطى الوجبة بطبقة من سلطة الزبادي ما يمنحها توازنًا بين الدسم والانتعاش.

تمثل الفتة في جميع نسخها تراثًا متجددًا تتناقله الأجيال، إذ يرتبط إعدادها بذكريات الطفولة، والتجمعات العائلية وبهجة المناسبات الدينية، إنها ليست فقط وصفة طهي بل قصة شعب واحتفال بالهوية والروح الاجتماعية.