في يوم عرفة يقومون الحجاج بترديد نداء الحج لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، حيث تمتزج الألسنة والألوان والجنسيات في مشهد مهيب يعكس وحدة المسلمين وتلاحمهم في هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، وتستمر الحناجر في ترديد التلبية طوال يوم عرفة، في مشهد يفيض بالإيمان والخشوع، مفعم بالرجاء في عفو الله ومغفرته.

لبيك اللهم لبيك على جبل عرفات مكان يشهد به الله ملائكته
يعد يوم عرفة من أعظم الأيام وأفضلها، وهو اليوم الذي يباهي فيه الله ملائكته بالحجاج الواقفين في عرفات، فقد روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا يا ملائكتي أني قد غفرت لهم”، أخرجه مسلم والنسائي وابن ماجه.
لبيك اللهم لبيك في موسم الحج
أوضح الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن التلبية بصيغتها المشهورة، هي نوع من الذكر المشروع والمحبب في العشر الأوائل من ذي الحجة، خاصة لمن يؤدي مناسك الحج، وأضاف أن تكرار التلبية الجماعية بين الحجاج في هذا الموسم تعبير عن الخضوع والامتثال لأوامر الله، سواء كانت بالتكبير أو غيره من الأذكار، فكلها محببة في هذه الأيام الفضيلة، وأكد على أن الذكر بكل أنواعه من تسبيح وتهليل وقراءة قرآن، هو عمل جليل، يجب على المسلم أن يداوم عليه، خصوصا في الأيام التي اختصها الله بفضل عظيم.
معنى لبيك اللهم لبيك
من جانبه بين الشيخ أحمد ممدوح مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية، أن التلبية هي إعلان صريح بالاستجابة لأمر الله، ومعناها: ها أنا ذا يا رب أستجيب لك، وهي تكرار للنية الخالصة بالطاعة والامتثال، ولهذا سميت بهذا الاسم، لأنها تتضمن معنى الإخلاص والتكرار في الاستجابة
لأمر الله.