اصدر القانون الأساسي الجديد بعد مناقشات موسعة، ركزت على جوانب عديدة تهدف إلى تحديث منظومة التعليم في الجزائر، تضمن القانون تطوير حقوق وواجبات المعلمين بما يتلاءم مع المتطلبات الحالية، مع فرض زيادة في ساعات العمل، مما أثار تساؤلات حول مدى تأثير ذلك على جودة التعليم، كما شمل تعديل شروط التوظيف والترقيات في القطاع التعليمي، بهدف تحسين معايير الكفاءة، وخصصت ميزانيات جديدة لكل مديرية تعليمية لتطوير البنية التحتية، مع زيادة الرقابة على المناهج وأساليب التدريس لضمان جودتها، من جهة أخرى، تضمن القانون تقديم حوافز مالية ومهنية للمعلمين لتعزيز أدائهم، إلى جانب اعتماد التقنيات الحديثة في تدريس المواد العلمية والإنسانية بهدف تطوير العملية التعليمية.
ردود الفعل على القانون
تفاوتت الآراء بشأن القانون الجديد، حيث أبدى بعض المختصين ترحيبهم به واعتبروه خطوة مهمة لتحديث التعليم، بينما انتقدت نقابات المعلمين زيادة ساعات العمل التي اعتبرتها عبئ إضافيًا قد يرفع من ضغط المعلمين، كما عبر بعض المعارضين عن خشيتهم من تراجع جودة التعليم نتيجة تراكم المهام على الكادر التربوي. وطالب كثيرون بمزيد من التوضيحات بشأن كيفية تطبيق التعديلات عمليًا. رغم الترحيب بالحوافز المالية، اعتبر البعض أنها لا ترقى إلى مستوى مطالب المعلمين الجوهرية. وأعرب آخرون عن قلقهم من قدرة النظام الجديد على توفير تعليم جيد في المناطق النائية، مع مخاوف بشأن تفاوت مستويات التعليم بين المناطق بسبب التغيرات في المناهج. في المقابل، دافعت وزارة التربية عن القانون، مؤكدة أن الهدف منه تطوير القطاع وتحقيق العدالة الاجتماعية.
تأثير القانون على التعليم والمجتمع
يتوقع أن تؤدي زيادة ساعات العمل إلى إرهاق المعلمين، مما قد ينعكس سلبًا على جودة التعليم، تعديل شروط التوظيف قد يرفع من مستوى اختيار المعلمين الجدد، لكنه أثار تساؤلات حول معايير الانتقاء ورغم أن الحوافز المالية قد تحفز المعلمين على تحسين أدائهم، إلا أنها قد لا تحسن ظروفهم بشكل جوهري، تواجه المناطق النائية تحديات في تنفيذ بعض بنود القانون بسبب نقص الإمكانيات، من المتوقع أن يشهد التعليم تحسنًا ملحوظًا في المدن الكبرى، بينما ستظل التحديات قائمة في القرى والمناطق النائية. تسعى الوزارة من خلال هذا القانون إلى تحقيق توزيع أكثر عدالة للموارد التعليمية بين المناطق المختلفة، كما سيؤدي القانون إلى تغييرات في أساليب التدريس، مما قد يسهم في خلق بيئة تعليمية أفضل على المدى الطويل.