يشغل سعر أنبوبة البوتاجاز حيز كبير من اهتمام المواطنين المصريين لما له من تأثير مباشر على نفقات الأسر اليومية، وقد جاءت التغيرات الأخيرة في الأسعار كنتيجة طبيعية لتحولات اقتصادية محلية وعالمية أبرزها تقلبات أسعار الصرف وتغيرات في آليات تسعير الطاقة، وفي هذا المقال نتابع معكم التغيرات الأخيرة في سعر أنبوبة البوتاجاز ونناقش أسباب هذا الارتفاع مع توضيح مدى انعكاس ذلك على حياة المواطنين خاصة الفئات محدودة الدخل.
السعر الحالي لأنبوبة البوتاجاز في الأسواق
شهدت أسعار أنبوبة البوتاجاز تعديلاً جديداً في إطار تطبيق الدولة لآلية التسعير التلقائي التي تهدف إلى ربط الأسعار المحلية بالتطورات العالمية في أسواق الطاقة، وتشمل هذه التعديلات كافة أنواع الاستخدام، سواء المنزلي أو التجاري، ووفيما يلي تفاصيل الأسعار المعلنة حديثًا:
- ارتفع سعر الأسطوانة المخصصة للاستخدام المنزلي من 150 جنيه إلى 200 جنيه وهو ما يمثل زيادة ملموسة تؤثر على ميزانيات الأسر.
- زاد سعر الأسطوانة المستخدمة في الأنشطة التجارية من 300 جنيه إلى 400 جنيه مما يشكل عبئ إضافي على المحلات الصغيرة والمطاعم.
- شهد سعر الطن من الغاز السائل المستخدم صناعياً ارتفاع واضح، حيث قفز من 12,000 جنيه إلى 16,000 جنيه ما يؤثر على قطاعات صناعية بأكملها.
- بلغت تكلفة المليون وحدة حرارية من الغاز المستخدم في الصناعات مثل مصانع الطوب 210 جنيهات بدلاً من 190 جنيه، ما سيؤدي إلى زيادة أسعار بعض المنتجات النهائية.
ما الأسباب التي أدت إلى ارتفاع السعر؟
تعددت العوامل التي دفعت إلى ارتفاع سعر أنبوبة البوتاجاز خلال الفترة الأخيرة وتداخلت فيها اعتبارات محلية وعالمية، الأمر الذي جعل هذه الزيادة حتمية من وجهة نظر السياسات الاقتصادية، ومن أهم الأسباب وراء الزيادة تشمل مايلي:
- الارتفاع العالمي لأسعار الطاقة وخاصة الغاز المسال الذي يعد أحد المصادر الأساسية للطاقة في مصر.
- انخفاض قيمة الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية وهو ما رفع تكلفة استيراد الغاز الخام من الأسواق الخارجية.
- زيادة تكاليف النقل والتوزيع نتيجة ارتفاع أسعار الوقود المحلي، ما أدى إلى تحميل جزء من هذه التكاليف على المستهلك النهائي.
- تحقيق التوازن في الأسعار إذ تسعى الحكومة لمواءمة الأسعار المحلية مع السوق العالمي لضمان استمرارية الإمداد دون أن تتكبد الدولة خسائر تشغيلية.
كيف أثر ذلك على الأسر المصرية؟
أدى التغيير في سعر أنبوبة البوتاجاز إلى خلق تحديات حقيقية أمام الكثير من الأسر المصرية، خصوصاً تلك التي تعتمد بشكل كامل على الأسطوانات لغياب شبكات الغاز الطبيعي في مناطقها، وتأثير هذه الزيادة ظهر في عدة جوانب من حياة المواطنين:
- الضغط المالي على الأسر حيث بات من الصعب على العديد من العائلات تغطية تكاليف شراء الأنبوبة بشكل دوري، ما دفع بعضهم إلى تقليل استهلاك الغاز أو ترشيده.
- البحث عن بدائل مثل محاولة تركيب وصلات الغاز الطبيعي المنزلي إن أمكن، أو اللجوء إلى وسائل طهي بديلة أقل تكلفة.
- معاناة الأسر محدودة الدخل الذين يعتمدون كلياً على أنبوبة البوتاجاز للطهي، وهم الأكثر تأثراً بهذا الارتفاع، ما زاد من قلقهم بشأن تلبية احتياجاتهم الأساسية في ظل الأعباء المعيشية المتزايدة.