قرقيعان الكويت
تعد مناسبة القرقيعان من أبرز الفعاليات الرمضانية التي تتوارثها الأجيال في الكويت، إذ تحمل في طياتها لمحات من الفرح والترابط الاجتماعي، يقام هذا الاحتفال في منتصف شهر رمضان المبارك، حيث تكتسي الأجواء بحلة من البهجة والسرور، خصوصا بين الأطفال الذين ينتظرون هذه الليلة بفارغ الصبر، ليجوبوا الشوارع والأحياء بملابسهم التقليدية، مرددين الأهازيج الشعبية، ومطرقين أبواب المنازل لجمع الحلوى والمكسرات، لا يقتصر القرقيعان على كونه مجرد احتفال للأطفال، بل يعد جزءا من الموروث الثقافي الذي يعكس روح التكافل والمحبة بين أفراد المجتمع، ويشجع الصغار على الصيام، بمنحهم هدايا وحلويات كمكافأة على اجتهادهم في هذا الشهر الفضيل.
تحمل كلمة “قرقيعان” دلالات لغوية مرتبطة بصوت الطرق أو الدق، وهي مشتقة من الفعل “قرع”، الذي يعني إصدار صوت نتيجة اصطدام الأشياء ببعضها، يعتقد أن التسمية مستوحاة من الصوت الذي تحدثه الحلوى والمكسرات أثناء تحركها داخل الأكياس القماشية التي يحملها الأطفال خلال جولتهم الليلية، كما يربط البعض أصل الكلمة بصوت الطرق على أبواب المنازل طلبا للحلوى، وهو ما يميز هذه المناسبة الشعبية.
مع غروب شمس يوم الرابع عشر من رمضان، يبدأ الأطفال استعداداتهم للاحتفال بالقرقيعان، حيث يرتدون أزياءهم التقليدية التي تعبر عن هوية المجتمع الكويتي، يرتدي الصبيان “الدشداشة” البيضاء، بينما تزداد الفتيات تألقا بـ”الدراعة” المزخرفة ذات الألوان الزاهية، مع ارتداء “البُخنق”، وهو غطاء الرأس التقليدي، ثم ينطلقون في مجموعات صغيرة نحو منازل الجيران، يحملون أكياسا مخصصة لجمع الحلوى، وينشدون الأغاني التراثية التي تعكس روح المناسبة، ومن أبرزها:
“قرقيعان وقرقيعان… بين أقصير ورميضان
عادت عليكم صيام… كل سنة وكل عام”
يردد الأطفال هذه الأهازيج بفرح، فيما يستقبلهم الأهالي بترحاب، موزعين عليهم الحلويات والمكسرات في أجواء من الألفة والسعادة.
لا تقتصر احتفالات القرقيعان على جولات الأطفال في الأحياء، بل تمتد أجواء الفرح إلى المنازل والأسواق والمجمعات التجارية، تتزين البيوت بالفوانيس الرمضانية والمصابيح التقليدية، ويعد الأهالي أنواعا خاصة من الحلوى مثل “الحلوى الكويتية” والمكسرات المغلفة بطريقة جذابة، لتوزيعها على الأطفال الزائرين.
في الأسواق والمناطق العامة، تقام فعاليات مميزة تشمل أكشاك مزينة تقدم الحلويات، إضافة إلى عروض ترفيهية تستهدف إدخال البهجة على قلوب الصغار والكبار على حد سواء، كما تشهد بعض المؤسسات والمدارس احتفالات خاصة بهذه المناسبة، حيث تنظم المسابقات وتوزع الهدايا تكريما للأطفال الصائمين وتحفيزا لهم على مواصلة عباداتهم بروح مرحة.
يعد القرقيعان جزءا من التراث الخليجي المشترك، حيث تتشابه الطقوس رغم اختلاف التسميات بين الدول ففي السعودية، يعرف باسم “الكريكعان”، بينما يطلق عليه في البحرين اسم “الناصفة” أما في قطر، فيعرف بـ”القرنقعوه”، وفي الإمارات يسمى “القريقعان” أو “الطَلْبة” في بعض المناطق وعلى الرغم من تنوع التسميات، تظل الأجواء الاحتفالية والممارسات المرتبطة بهذه المناسبة واحدة، حيث يجتمع الأطفال في مسيرات مبهجة، تعبر عن الفرح والاحتفاء بشهر رمضان المبارك.
تهتم الأمهات لتقديم كل ما هو مفيد لابنائهم وأسرهم وبالأخص الواجبات التي تحتوي على بروتين،…
تمد كفتة الأرز واحدة من أشهر الاكلات المصرية، والتي تقوم الأجيال بتوارثها من جيل إلي…
عندما يأتي شهر رمضان يتم زيادة البحث عن عمل أهم المشروبات المنعشة والتي تعطي الجسم…
يعتبر الممبار من أشهر الأطباق المصرية التقليدية التي لا غنى عنها في المناسبات والعزائم حيث…
مشروب البلح من أكثر المشاريب التي يتم تناولها لكسر الصيام، هو مشروب التمر فاتن عمله…
شهدت الجزائر في السنوات الأخيرة اهتمام متزايد بتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين خاصة مع اقتراب شهر…