في قلب التاريخ.. معرض قلب الجزيرة العربية يستعرض وثائق نادرة من الماضي العريق

تستعد مكتبة الملك عبدالعزيز العامة لإطلاق معرض مميز يحمل عنوان “قلب الجزيرة العربية”، وهو حدث ثقافي نوعي يهدف إلى تسليط الضوء على تاريخ الجزيرة العربية من خلال عدسة الاستكشافات الغربية، ينطلق المعرض غدا في مبنى الخدمات وقاعات الاطلاع بطريق خريص، ويمتد حتى الرابع والعشرين من مارس المقبل، بالتعاون مع سفارة المملكة العربية السعودية لدى المملكة المتحدة، وذلك في إطار الاحتفاء بـيوم التأسيس، الذي يمثل ذكرى انطلاق الدولة السعودية الأولى في القرن الثامن عشر الميلادي على يد الإمام محمد بن سعود، وسيكون المعرض متاحا للزوار طوال أيام الأسبوع من الساعة التاسعة صباحا وحتى السابعة مساء، باستثناء يوم الجمعة.

معرض قلب الجزيرة العربية

يأخذ المعرض زواره في جولة تاريخية مصورة تحاكي رحلة تمتد لمسافة 1300 كيلومتر عبر أرض المملكة العربية السعودية، مستوحاة من خطى الرحالة البريطاني هاري سانت جون فيلبي، المعروف باسم عبدالله فيلبي بعد اعتناقه الإسلام، ويتضمن المعرض مجموعة نادرة من الصور الفوتوغرافية والوثائق والمذكرات التي وثقت مغامرته الاستكشافية لكشف خفايا قلب الجزيرة العربية.

بدأت هذه الرحلة الاستثنائية من ميناء العقير في الخامس عشر من نوفمبر عام 1917، عندما حط فيلبي رحاله وفريقه بعد رحلة بحرية قادمة من البصرة، ليستكملوا مسيرتهم عبر الصحراء العربية مشيا على الأقدام وركوبا على الجمال، كان فيلبي دقيقا في تدوين كل ما صادفه من ملاحظات حول التضاريس، المعالم الأثرية، الغطاء النباتي، المدن، القرى، والقبائل التي تقطن المنطقة، ويعرض المعرض لقطات فريدة وثقت هذه الرحلة الصعبة، والتي استمرت لأسابيع في ظل ظروف مناخية قاسية.

عبدالله فيلبي.. مستكشف بارز وصانع وثائق تاريخية

يعد عبدالله فيلبي واحدا من الشخصيات الغربية التي لعبت دورا مهما في توثيق ملامح الجزيرة العربية في بدايات القرن العشرين، فقد عاصر فيلبي مرحلة توحيد المملكة العربية السعودية وكان شاهدا على جهود الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه – في بناء الدولة.،لم يقتصر دوره على الاستكشاف فقط، بل كان أحد المستشارين السياسيين البارزين الذين قدموا رؤى حول المنطقة، كما ألّف العديد من الكتب والدراسات حول السياسة، الجغرافيا، والتراث في شبه الجزيرة العربية.

وقد وصف فيلبي الملك عبدالعزيز بأنه “رجل عظيم وقائد فذ استطاع توحيد أرض الجزيرة تحت راية واحدة”، وأظهر احتراما كبيرا لإنجازاته في بناء الدولة الحديثة ولإسهاماته الكبيرة، أصبح اسمه جزءا من تاريخ الاستكشافات الغربية للجزيرة العربية، وترك خلفه مؤلفات تعد مرجعا لا غنى عنه في فهم التحولات التاريخية، الجغرافية، والأنثروبولوجية التي شهدتها المنطقة.