تحظى قضية الإعفاء النهائي من أداء الخدمة العسكرية في الجزائر باهتمام بالغ، خاصة مع التعديلات التي أعلنتها وزارة الدفاع الوطني خلال عام 2025، والتي تهدف إلى تحقيق التوازن بين متطلبات الخدمة الوطنية والظروف الخاصة لبعض المواطنين، وتركز هذه الإجراءات على احترام الجوانب الإنسانية، الاجتماعية، والصحية، بما يعكس حرص الدولة على مراعاة الحالات الفردية دون الإخلال بمبدأ المساواة في التجنيد.
الحالات التي تشمل الإعفاء النهائي من الخدمة العسكرية
في إطار قانون الخدمة الوطنية لسنة 2025، حددت وزارة الدفاع الوطني عدد من الحالات التي تمكن المواطن من الحصول على إعفاء نهائي أو مؤقت، ومن أبرز هذه الحالات ما يلي:
- الشخص الذي يعتبر المعيل الوحيد لأسرته، ويتولى رعاية والدين كبار في السن أو إخوة قصر.
- الشاب الذي لا يوجد لديه أشقاء ذكور يمكن استدعاؤهم لأداء الخدمة الوطنية.
- الأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة أو إعاقات جسدية تمنعهم طبيًا من أداء الواجب العسكري.
- الذكور الذين تجاوزت أعمارهم 35 سنة ولم يتم استدعاؤهم لأداء الخدمة حتى ذلك الوقت.
- أي حالة إنسانية أو اجتماعية استثنائية تراها الجهات المختصة مبرر مقبول للحصول على الإعفاء.
- كذلك يمكن النظر في طلب الإعفاء المؤقت ابتداء من سن 19 عاما، إذا توفرت مبررات مقنعة مدعومة بوثائق رسمية.
الوثائق المطلوبة للحصول على إعفاء من الخدمة الوطنية
لكي يتمكن المواطن من التقديم بطلب الإعفاء النهائي أو المؤقت، لا بد من إعداد ملف متكامل يضم الوثائق التالية:
- إثبات الجنسية الجزائرية، مثل نسخة من بطاقة الهوية أو شهادة الجنسية.
- استمارة الإعفاء المعتمدة، والتي يجب تعبئتها بدقة وتوقيعها من طرف المعني.
- صورة من آخر مؤهل علمي أو الشهادة الدراسية الحاصل عليها.
- تقرير طبي رسمي صادر عن جهة صحية معتمدة، يوضح بالتفصيل الحالة الصحية للمواطن.
- في حال كان سبب الإعفاء يعود إلى ظروف مهنية، يجب إرفاق شهادة عمل موضح فيها طبيعة الوظيفة والمكان والتفاصيل المرتبطة بها.
تأتي هذه الإجراءات في إطار سياسة شاملة تتبناها الجزائر لضمان احترام الحقوق الفردية، وتوفير مرونة في قانون الخدمة الوطنية بما يلائم التحديات الاجتماعية والصحية للمواطنين، ويعد الإعفاء القانوني خطوة مهمة لمَن لا تسمح ظروفهم بأداء هذه الخدمة.