في خطوة اصلاحية شاملة اعلنت الحكومة الجزائرية خلال عام الفين وخمسة وعشرين عن تغييرات جذرية في نظام نهاية الخدمة وتحديدا في سن التقاعد الامر الذي شكل نقطة تحول كبيرة في مسار التوظيف والسياسات الاجتماعية حيث تم اعتماد مقاربة جديدة تهدف الى تحقيق التوازن بين الاستقرار المالي والعدالة الاجتماعية

سن التقاعد بالجزائر 2025
تضمن القرار الجديد رفع سن التقاعد الرسمي بالتدرج مع مراعاة الفروق بين قطاعات العمل والظروف الصحية والنفسية للعامل كما تم فتح المجال امام التقاعد الطوعي المبكر وفق ضوابط مشددة مع الحفاظ على جزء من الامتيازات الاساسية مثل التأمين والمعاش الجزئي للمستفيدين المبكرين.
اسباب التحول في السياسة التقاعدية
جاء هذا التغيير نتيجة ضغوط مالية تواجه صناديق التقاعد بسبب تزايد عدد المتقاعدين وارتفاع متوسط العمر مما يجعل من الضروري اعادة هيكلة النظام الحالي لضمان استمرارية دفع الرواتب دون تأخير اضافة الى الحاجة الى بقاء الكفاءات في مواقعها لفترة اطول خاصة في القطاعات الحيوية.
قوبل القرار بردود فعل متباينة اذ اعتبره البعض ضرورة وطنية ملحة بينما عبر اخرون عن تخوفهم من تأثير القرار على صحتهم وقدرتهم على الاستمرار في العمل لا سيما في المهن الشاقة ما دفع الجهات الرسمية الى التأكيد على وجود استثناءات ومعايير انسانية تراعى عند التطبيق.
تم اعتماد خطة مرحلية لتطبيق القرار تشمل رفع السن على مراحل سنوية محددة حتى الوصول الى السن المستهدف بشكل كامل كما تم تجهيز مؤسسات التقاعد ودوائر الموارد البشرية بادوات رقمية وادارية تسهل التعامل مع الحالات الانتقالية وتوفر للمواطنين ارشادات واضحة ومباشرة
الفوائد المنتظرة من النظام الجديد
يتوقع ان يسهم النظام الجديد في اعادة التوازن المالي لصناديق التقاعد وتعزيز القدرة على الاستمرار في تقديم المعاشات بشكل منتظم كما انه يخلق فرصا لتطوير الموظفين الحاليين والافادة من خبراتهم لسنوات اطول مما يعزز من فعالية الادارات العامة ويقلل من فجوات الكفاءة.
يمثل تعديل سن التقاعد في الجزائر عام الفين وخمسة وعشرين خطوة استراتيجية لاعادة بناء منظومة نهاية الخدمة على اسس اكثر واقعية واستدامة ويعكس هذا القرار حرص الدولة على حماية حقوق الاجيال القادمة من المتقاعدين وضمان استقرارهم المالي والاجتماعي ضمن رؤية وطنية طويلة الامد.